بورتريه

pope shenouda

من اشعارى لقداسه البابا شنوده الثالث فى عيد ميلاده السماوى الاول

العصفور الطنان وعم سمعان الغلبان

طلع العصفور الطنان من اول النهار على مدينه الريحان الملايانه ورد اشكال الوان يتنقل بين الورود يشم الرحيق لكنه بيفكر وهو فى ضيق مع انه حر طليق و يقول لنفسه

:{ انا اصغر الطيور قد حبــه الريحان.....ليه ياربي خلقتني كده ضعيف خفيف زى الطيف باكل الرحيق زى النحل بــس ماليش فايده ولانفع لابطلع عسل ولابعمل ليف..قاعد ارفرف وارفرف جناحي مابيرتحش!بطير هنا وهناك ماليش عش. اهرب من حدايه وصقر واستخبى كمان م النسر .وحيد وحزنان وقلبي حيران ليه ماخلقتنيش انسان؟؟مافي حيوان يقدر عليه الكل عبيد ليه والممالك تحت ايديه..اديته سلــــطان ،يابخـتك ياانسان...ياريتني اكون انسان مش عصفور طنان }.

سمعه ابو الخيل عم حصان وهو بيكلم نفسه عند شجر البرتقان وف تحذير قال كمان

:{راح يجي يوم وتندم وتقول شكراَ على اللي خلقتني عليه}رد العصفور الطنان:{ انت غيران لانك معاشر الانسان وبياخدك رفيق كمان} قال الحصان:{لو تعرف حقيقه الانسان كان يصعْب عليك يا طنان },الطنان:{عليه انت بتكدب مش عايزني زيك اجرب..راح اروح لعالم الانسان واشوف طفل م السكان اكون صاحبه ويعملي عش كمان},الحصان:{اوعى تروح لعالم الانسان راح تندم ياطنان هناك الضعيف ماله مكان}.حزن الطنان وقال:{لازم اكون قوي زي الانسان}. وفجاءه مر فوج من السمّان واسراب هربانه م الحمام وطيور غريبه على كل الالوان..سألهم الطنان: {حصل ايه ؟؟!}ردوا فى نفس واحد:{الله يسامحه الانسان هدم الاشجار وبيوتنا كمان وعشنا اللي عايشين فيه بامان عشان شويه فلوس ترضي رغاباته..الشيطان!!}.

الحصان

:{شوفت ياطنان اشكر ربك على حنانه وعدم خلقك انسان}،الطنان:{مش هتنازل عن امنيتي .ارجوك ساعدني اكون انسان وساعتها تبقى رفيقي طول الزمان}.

فضل الطنان يسأل في الحاح وابو الخيل عم حصان الحكيم عارف انه هيرمي نفسه فى جحيم

سمع تعلوب الطنان وقال

:{انا جعان..هضحك عليه بكلمتين ولو انه مش هيخلني شبعان اهو تصبيره لحد ماألاقي طير مليان}فقرب وقال للطنان:{انزل دلوقتي طلبك عندي حله فى يدي}وقبل مايرد الطنان فات الزنان كده كانوا بيسموها ست نحله ملكه مدينه الريحان دخلت بطّن وعماله بتزن{زن زن زن...اوعى تنزل ياطنان راح ياكللك فى الحال طلبك هقول هولك وغرضك هوصل هولك مش محبه مني ولا من طيبه قلبي مادام هتسيب لي وردي اشم رحيقه براحتي من غير منقارك مايخلص اكلي،عليك والساحر ابو بنْور حارس مدينه النور الطير مالك الحزين في الجبل المسحور اسأل عليه الزهور هيدلوك عليه بالشوك المنطور بس ده لو عمرك هيطول وقدرت تنجى من النسور}.

شكر النحله وشد الهمه وودع الرفقه واخد حاله وبدأ ترحاله في طريق الجبل المسحور ومهما كانت تقابله نسور كان يلف ويدور يستخبى بين الشقوق ويطلع لفوق ساعة الشروق ويسأل الزهور عن مكان ابو بنْور،طريقه بلا نهايه وخاف يرجع للبدايه بص حواليه لاقى الدنيا فاضيه عليه

..وفجأه لفت نظره هناك في شق صغير حنب الحجر المجيّر زهره بريـه بالشوك محميه راح يسألها وهو يأسَان :{الساحر مالك الحزين طريقه منين؟؟} قالت له:{عايز منه ايه ارجع فى طريقك ،ايه اللي جابَك؟طريق البشر اشواك خليك طاير في سماك} إتغاظ الطنان وقال وهو أرفّان:{خليكي في شؤونِك ودوري على اللي يعونِك} قالت له :{ربي بيعولني ويعولَك..عمرك شلت هم اكل يومَك؟؟!لو رحت في طريق الشوك قلبك هيتملى شكوك واكل يومَك هتشيل همه وقت قيامك من نومَك ده غير تُقل حمولَك}قالها :{دليني على الطريق} قالت له:{اتبع الشوك هو هيوديك}.

فضل ماشي لحد ماوصل لبيت ابو قردان خبط على بابه وسأله

:{دلني على الساحر مالَك الحزين ابو بنْور ابو جراب مسحور} قاله:{هو ابن عمي وسبب همي خليك جنبي وانا هوصلَك ياعمي}

واخيــــــــراً

..وصل العصفور الطنان للساحر ابو بنْور ومن غير مقدمات قال على طول :{عايز اكون انسان} رد ابو بْنور:{طلبك مقبول..لكن..ان صممت تكون انسان عمرك ما تقدر ترجع طنان} رد الطنان :{وانا موافق كمان..وبدون شروط. يالا بسرعه فك الجرَّاب المربوط بسحرك المعهود وحقق المقصود}قال ابو بنْور :{ النصيحه واجِب عشان ما ترجعش تعاتِب}قال الطنان:{نصحوني كتير هو ده المصير}رد ابوبنْور:{عشان تتحول انسان لازم يكون البدر تمام وتجيب عصفور طنان من عيلتك تدبحه عشان تغير جنسك من طير لإنسان اصل المحبه في قلبهم مالها مكان}بص الطنان وهو حزنان بس دى الضريبه عشان يكون من بني الانسان
حس ابو قردان بتردد الطنان قام اقترح على ابوبنْور وقال:{يامالك الحزين يابو بنْور ياامير..ده عبيط مش عارف اللي راح يصير..خده في لمحه وطير لعالم البشر الشرير وبعدها يقرر واهو القمر لسه بدر ومعانا وقت}.

وافق ابو بنْور واخد الطنان وبكلمات سحريه قال

:{بنْور..بنْور..على عالم الانسان بلف وادور هنكون ذره هوا ماتبان ونكشف حياه الانسان لعصفورنا الطنان.. راح ينكشف المستور والمدفون تحت القبور وكل الوان الانسان هتكون في النور}.

اخده ابو بنور على قصر كبير

.فرح الطنان وقال:{الله!!ده بيت امير} ردابو بنْور:{قصدك فقير كتير}.استغرب الطنان وقال:{اكيد غلطّان}.ابو بنْور:{تابع وشوف وهتعرف الخفي المكشوف} .

شفت انسان وحيد غني ولبسه فريد

..وفجأه..!! نزل وفتح السرداب وقفل وراه الباب ..تبص جوه تلاقي اشكال على الوان إشي دهب وإشي جواهر كمان ده غير الفلوس المتعلقه على الحيطان بواكي بواكي والفكه لوحدها في صندوق تاني ولمحه الحزن اللي كانت على وشه اتحولت لسرور

قلت

:{يابخــــتُه اد ايه مبسوط}رد ابو بنْور وقال:{ماتــــتسرعش شوف باقى الاسرارالمستخبيه في القصر} .

دخلنا بقيه الغرف وشفنا اطفال صبيان على بنات وصراخ وعويل ، بكاء وخوف م اللي راح يصير وام مع اولادها رافعه ايدها وبتدعي على الغني امتي يموت وامتي راح يخلصوا من مانع القرش وسارق القوت

, م الجوع بيتلَّوا.بص لي ابو بنْور وقال:{ها عايز تكون زيه؟؟!شفت الانسان على فلوسه عامل غفير مع انه غني وقدير ده اصغر العصافير بتاخد من قوتها وتاكل بيه اولادها،لكن الانسان معدومه من قلبه الرحمه، اناني بطبعه كل اللي همه نفسه} رديت وقلت:{مش كل الناس زي الغني بفلوسه ابو قلب فقران}

قال لي ابو بنْور

:{يمكن ياعصفور، إمسك فيه كويس... هنروح لام مَندْور}.

سافرنا في سحب وتيارات واخيراً وصلَّنا للبيت اللي فيه مات ابو منَدْور ومراته مِن حسرتها عليه بتلف حوالبن نفسها ودور

.. وولاده زي النسور ..بيدوروا على الميراث وكل واحد عايز يخطف حته قبل ما يندّاس ،كل ده قبل مايدفنوا الاب اللي دمه لسه مابردش مش مقدّرين حاله الام اللي شريك حياتها فارقها وسابها لوحدها من غير حد يبقى سَندْها هيرموها في بيت مسنين او ينسوها حتى سنين.

سألني ابوبنْور

:{ايه رايك يا طنان} قلت له:{مش شرط اكون اب وعندي اولاد كمان، كفايه اكون شاب عندي آمال كتير احققها بقلب كبير}قال لي:{الشباب مش معناه السعاده ممكن يكون معناه شيل الهم زياده، وتُقل الاحمَّال لدرجه ان واحد منهم ممكن ينهي حياته في الحال} قلت باستغَّراب:{ده محال!!}.

وصلنا لجسر

.. بصينا على طرفه لاقينا شاب هيرمي نفسه !!هموم الدنيا خنقاه وحياته مش همّاه ،يأسه حطمه قرر يلّعن قدره ويلقى حتفه وينهي قيده واسره.

في حزن سألت

:{ليه وعشّان ايه يموت روحه بإيديه؟؟!!}جاوبني ابو بنْور وقال:{اصله خايف من بكره، اتَّكل على ذاته ومافكرش في ربه ..اللي بيأكل العصافير وكل شىء في الكون الكبير مع انه واقف حنبه ويقدر يزيل همه بس هو بعيد عنه وعايز كل حاجه تيجي عنده مش بيقدّر تعبه ومش صابر على ربه اللي بيمتَّحنه بقَّدرُه} صرخت وقلت:{خلاص ياعني مافيش انسان مبسوط وف سلام..ليه كده يارب الاكوان؟!}.

ابو بنْور

:{ياطنان قلت لك كده حياه الانسان،مشاكل في كل اوان..تعالى هخدك على انسان عايش في حاله ف سلام بس البشر بياكلوا في لحمه زي الغربان قلوبهم مليانه حسد وطمع كمان يعملوا مقالب في بعض فشَّر الحيوان وحتى اشر حيوان بالنسبه لهم غلبَّان ،يزعلوا لما غيرهم يكون مبسوط وعايش في امان، ده غير لعبه الكلام واشاعه هنا وهناك وسرقه وقتل ورشوه كمان}.رديت وقلت في حيره:{كفايه بقى دي السيره..!معقول يامالك الحزين يكون الانسان قد كده حقير ويأذي الغير..ده الديب عمره ماأذى اخوه الديب ولا عمر اسد قتل صا حبه ولا قرد غار من اخوه في عيله عايشين وعمرهم ما باتوا جعانين ولاعمر عصفور سرق حبه قمح م التاني ده الرب هو رازق الكل والغاني}.بص لي ابو بنْور وقال:{عرفت قصدي ياطنان ارجع لوطنك في الحال وقبل ماترجع هوريك عم سمعان الشيال اللي بيسَّموه ابو العيال وهتعرف لما تشوفه انك محظوظ وان الانسان عايش منبوذ}.

اتنَّــقلنا بين الشوارع لأماكن تشبه المزابل

..ووصلنا لبيت فقير كأنه إسطبل حمير،قاعد فيه عم سمعان مهموم وغلبَّان ،هدومه مقطعه وحيران بيكلم نفسه بصوت عالى زى اللي مسه الشيطان ومراته تشوفها زى الكلب السعران عماله بتجرى وراء عيالها بعصايه م الخيرزان،تشوف العصايه في ايديها تقولش شاويش دوريه ده غير ان بطنها تقولش شايلاه ميَّه بتضرب اولادها من همها وتطَّلع فيهم خلقها

وسمعان بيصرخ وهو حزنان:{ليه ياربي خلقتني انسان ياريتك خلقتني من عالم الحيوان او سمكه
اوضفدع غلبان او حتى من عالم الطير ..إنشاله حتى..عصفور طنان..ياريتك خلقتني عصفور طنان وماخلقتنيش انسان}.

بص ابو بنْور ساحر الطيور للعصفور الطنان وقال

:{شفت اد ايه بيتمنوا لو اتخلقوا عصفور طنان ياترى لسه عايز تكون من بني الانسان؟؟!}ساد لحظه صمت كسرها ابو بنْور لما قال وخوف العصفور:{...خلص وقتك معايا والقمر بقى بدر في النهايه هَفك جرابي المسحور وتتحول لانسان لما تِدور...}.

صرخ العصفور الطنان

:{لا..لا..لالالالالالامش عايز اكون من بني الانسان غابتهم شريره غابتنا بالنسبه لهم اميره ..عمر ماديب عمل ارنب ولا حيه لبست ثياب حمل ولا ثعلب عمل نفسه حمامه او جمل..حتى لو كنت صغيور انا مش خايف لامن صقور ولا نمور حتى الحدايه ارحم م الانسان على الاقل بنام وانا مش تعبان بفكر في بكره وقلقان ،عارف ان الديان مدبر لي إحتياجاتي بأمان في ليلي ويا نهاري عينه عليه كمان ولو لَّيه عُمر هعيش رغم الزمان مهما كانت فيه وحوش في غابتي انا قبلان ..رجعني ياابو بنور لبر الامان لزهرتي ورحيقي ولو ان النحله هتزعل من منقاري الجعان حابب ارجع اشم ريحه رب الاكوان وزهوره اللي على كل الالوان...اشكرك ياربي لانك خلقتني عصفور طنان وما خلقتنيش انسان}
* تمت *

قصه من تأليفى "عيشنى النهارده وموتنى بكره "

قصه من تأليفى "عيشنى النهارده وموتنى بكره "
"عيشني النهارده وموتني بكره"مقوله اقرب الى لازمه كنت ارددها
دائما لكل شخص يحاول نُصحي وارشادي فى الطريق الصحيح ..فقد كانت حياتي مستهتره ،مسرفه،ضاربه بعرض الحائط كل القيم والمبادىء رافضةً لسماع صوت الروح قاتلةً لكل محاوله لاصلاح ماافسدته افكاري محطمةً لكل محاولات الفادي لاصلاح الاناء الفخاري (حياتي) كان اهم مبدأ لدي انه (لافائده) غير مؤمن بما سيحدث بعد الموت.

كنت احاول دائماً اخذ كل ماتصل اليه يداي في الدنيا اشعر دائما ان وقتي قليل ويجب ان استمتع بكل لحظه حتى لاتفوت
.قلبي منفتح بشراهه ونهم لكل الملذات احيا كأولاد العالم واذا حاول احدهم جذبي اصرخ في وجهه"لن اتحول لناسك".

مسيحيا كان لقبي فى بطاقه الرقم القومي
(الديانه مسيحي) وقد كنت لااستحق شرف هذا اللقب ،انكر معناه وقوته ولا اعرف شيئاً عن هذا الدين فابالكاد اعرف اني من المفترض ان اومن بشخص يدعى يسوع المسيح وان دار العباده خاصتنا تدعى كنيسه
وكانت لاتطأ قدماي اياها الا فى المناسبات بالاحرى فى الافراح واما الموت فكنت اتشائم ولا اذهب الا للعزيز وطبعاً لو لدي مصلحه لاقضيها مع احد الخدام او كهنه الكنيسهلمسايره حالي وحرصاً على المظهر الغالي فضلاً عن رؤيه بعض الفتيات في ساحه الكنيسه فلامانع لدي من اقامه العلاقات وبعض التسالي للترويح عن هذا القلب الخالي كنت لاأهتم بشىء او بأحد.سعادتي هى فى ملذاتى ومالى هذا هو ملخص حالي..حاله عدم استقرار مثل التيار ،تاره علو وتاره انخفاض مثل الموج يجرف من حوله فلا مانع من تحطيم غيري مادام مصلحتي ستقضى ولامانع من معرفه الاشرار مادام سأصل الى مُناي في الحال ظللت هكذا سنوات ورا ء سنوات لكن ظل دائماً الى جانبي صديقي العنيد ذو القلب الفريد الذى يحاول دائما ارشادي فى الطريق وجذبى من بعيد مواسياً عائلتي فى كل ضيق مثل النسيم العليل الذى يلطف من حراره اللهيب بعد ان احرق من حولي بنار غضبي وكنت استغرب دائما لما يفعل هذا وماهى مصلحته فهو لم يلاقي مني غير كل مهانه واستهزاء ولم اكن بجانبه ابدا في وقت عوز اواحتياج ظل لغزا قائما بالنسبه الي وكذلك مسأله حبه لربه وحديثه عنه واستهوانه واحتقاره لكل ملذه ..كان يثير استيائى ..حديثه مقتبس من الانجيل لدرجه انى قلت له" لما لاتكن بشير".

ومرت الايام وانتقلت الى عمل حديث
..شركه من الشركات الكبيره ذات الاسم العالي فى الوسط الراقى وتعرفت الى ذوات المقام الرفيع وحفلات الديسكو والبذخ والمقابلات التى لاتخلوا من الخمور مع العملاء وكنت سعيدا بهذا العالم احسست انى مثل بنى ادم أاكل طعام فاخر اجالس الاكابر بعيدا عن المواطن ذات الدخل الضئيل والهم الثقيل.

كنت معتادا ان انظر اليهم وانا من اسفل واتمنى ان اسكن فى البرج العالى واخيراً
صار هذا
..بدأت تتحقق احلامي واصبح من هؤلاء وانظر للعالم من هذاالبرج العالى ولكن لم تدم فرحتى كثيرا فسلسله حياتى عباره عن مشكلات وعقبات الواحده إثر الاخرى حاولت الهرب بالملذات وارضاء الذات....وحدث مالم يكن فى الحسُبان
اكتشفت ان هذه الشركه من الشركات التى تنهب اموال الشعب وترسلها للخارج وتمتص دمائهم و الان ماذا افعل استمتع بالمال الحرام ام اكون احمق واترك هذا لغيري ليستمتع به وبالطبع سيكون هناك مائه واحد على استعداد لتخدير ضمائرهم فنحن نحيا بغابه البقاء بها للاصلح والان علي ان اكون حمامه او ثعلب،حيه ام ارنب هذا المصير علي اختياره.

وعلى الرغم اني لم اترك خطا ولم اصنعه الا ان هناك دائما صوت داخلى يمنعنى ويحذرنى وبالرغم انى احاول اخراسه الا ان هذه المره قدوقعت فى حيره من امري مع ارتياب شديد فقد كانت امي توصينا دائما ونحن صغار وانا بالاخص فانا الاكبر بين اخوتى
"ياابنى المال الحرام مابيدمش ان اخدته انهارده هيكون سبب نهايتك بكره".... لم اجد نفسى الا وانا احاول ازاله هذا الشىء عن صدرى واتحدث مع صديقي عن هذا الامرو اساله الارشاد..............

فرح كثيراا ظن انه وجد داخل الكهف المظلم بصيص من النور اخذ يحاول نفض الغبار عنه والوصول الى اصل وكوه النور لتنقشع الظلمه
..بدأ يسترسل فى الحديث عن الابديه وان الحياه فى الارض وقتيه وكنت اقول كالعاده"عيشني انهارده وموتني بكره"...ولكن حدث شىء غريب....... وكأن الاقدار تصنع لصديقى موسيقاها التصوريه الخاصه لتسانده على تحقيق مراءه.

فبينما كنا سائران نسترسل فى الحديث واذا نعش لميت بجنازه حافله من وراءه مع اقوال متناثره هنا وهناك
" الموت حق وواجب على كل انسان"،"فى الاخر هيستلم وديعته..."، يالهذا الكآبه"اعماله هتقعد له..."ماهذه الحماقه والغباء....!!!

وهل الله ليست لديه اعمال فى الكون غير ان يبحث عن ماذا افعل وماذا اقول واين اعيش وما الى ذلك
................

وبدأت اتحدث مع صديقي بتهجم
"هل تعرف كم شخص يحيا بهذه البلده فى هذه المدينه فى هذا الوطن! .. فى العالم اجمع!... عدد لايحصى ..هل تظن ان عين الله على كل انسان هل يعلم ماذا يفعل كل شخص ..كيف يحدث هذا ..؟! هل ظل الله عاطل بلا عمل ام استقال عن اعماله فى الفضاء ولم يعد له عمل فى ضبط النجوم والكواكب.. وهل سيتفرغ لمتابعه اعمالى الشخصيه ليلحقنى باحدى شركاته فى الفضاء الواسع .. حتى يراقبنى..ماهذا الهراء؟؟!!وان كان هذا صحيحاً وهو يعلم بكل ما افعله ..ف انا اخطئت كثيراا فى حياتى ولا مقدره لشىء على الاطلاق لمحو هذه الاخطاء من ملف حياتى السوداء ثم اين هو الله انني لااراه ..اين هو في مشاكلي وفي سقمي وفي دائي ..اين هو فهو لايكترث لامري ولا يشعر بضيقي او عذابي فهو خلقنا كالدمى فى هذه الارض يلعب بنا صاحب الاقدار ..يري ويراقب ويحرك من الاعالى كمن يشاهد مسلسل ترفيهى ولكن للاسف مسلسل هذه الحياه بعيدا عن الكوميديا فهو تراجيديا حيه تنتهى كالعاده بنهايه اليمه وهى الموت......ياصديقى .."عيشنى انهارده وموتني بكره"

حاول صديقي ان يثنيني عن فكري ولكن بلا طائل وقال لى لاتكن جاحد القلب ولاتقول هذا فهو يهتم لامرك كثيراا فقد نقشك على كفهِ
..واستهزأت به قائلا:"وهل يديه قطعه خشب ام عجينه من الصلصال لينُقَش اسمي عليها؟؟!! وهل ياُتُرى كُتب اسمى بالطباشير ام بالجير ولربما قد نقشه بحبر فاخشى ان يمحى مع الغسيل...فاصير وااسفاه غير منقوش"

رحل صديقي فاقدا كل امل فى نجاتي محطماً عيناه مملؤتان بالدموع حزنا على الدرهم المفقود وانا ايضا بالمثل انطر عليه واتاسف على كل لحظه يضيعها من حياته على مبادىء لا تؤكل الخبز ولا تؤمن معيشه الحياه
..ورجعت الى البيت مصمما ان استغل كل لحظه فى الحياه مهما كان الثمن....ولكن ما ان دخلت من البيت ونظرت فى وجهه امى الحنون ..عاد موضوع الشركه الى الظهور وملأني بالضغوط محتار مابين الضمير وقوه

الاموال وجمال اللذه
..فضلا عن الافكار الشيطانيه التى بدأت بالظهور على الساحه تخبرنى بضروره استغلال الوضع وكشفى لهذه الاسرار والملفات الهامه فحينما اقايض اصحاب الشركه مقابل هذه الملفات التى من شأنها ان تزج بهم فى السجن مباشرةً سوف اصبح بين ليله وضحاها من المليونيرات واصحاب العمارات واحقق جميع احلامى وانتشل عائلتى من دائره الفقر....كل هذا كان يُثار فى داخلي وكأنه بركان موقوت وبنزين سريع الاشتعال ..فى اى لظه سيتم الانفجار.....

لم اجد نفسى الا مستلقيا على السرير وسريعا ما ذهبت فى النوم الاول مره من سنين عديده وكانى فى حاله سُبات او غيبوبه
..لم اكن اشعر بشىء من حولى الا ان الحلم كنت اشعر فيه كأنه حقيقه او رؤيه مزعومه...لا اعلم..ان كان حلم ام حقيقه ..انما اعلم شىء واحد ان ما رايته فى هذه الليله قد قلب موازين حياتى مائه وثمانون.

فقد رايت نفسى فى غرفه بيضاء كالثلج ذات جدران عاليه مليئه بالادراج والرفوف تحدها الدواليب من جميع الحهات بها ادراج مدرجه حسب الايام والسنين مليئه بالملفات لم اتجرا على فتح احداها اولا ثم بدأ ينتابنى الفضول لم اقدر على ضبط ذاتي ورددت جملتى المعهوده
" عيشني انهارده وموتني بكره" ....ماذا سيحدث فلربما اجد شىء استفيد منه فى هذه الملفات ... وبدأت بفتح الادراج...وطلعت اول ملف واذا بى اجد اسمى عليه ..ظننت انها مزحه فى البدايه ولكن ... وجدت تارخ معين وساعه محدده ..لا بل اقول ايضا دقيقه محدده وماذا فعلت فى هذا الوقت.. ولااخُفى عنكم فقد كانت هناك اشياء مشينه بهذا الملف ..وهرعت لاخُفي الملف وبدأت بالبحث عن ملفات اخرى خاصه بي ..واذا بى اجد الادراج ممتلئه بملفات ...بل اقول مجلدات منظمه بالوقت والتاريخ تتحدث بالتفصيل عن امالي المشينه وليست فقط التى صنعتها فى العلن وانما ايضا فى الخفاء..ماذا افعل؟؟!! دخلت فى نوبه من الذهول اقرب الى حاله ضرب من الجنون ..كنت اذهب هنا وهناك احاول جمع الملفات لامحيها فهنا ملفات قديمه من قدم عمرى اشياء تم محوها ونُسي ذكرها..ملفات عن اصدقاء سوء..واخرى شهوى واخرى تجديف على الروح....وغيرها شتائم على كذب على غضب على....إلخ.

حاولت جاهداا ان امسح هذه الملفات وماهو مكتوب ولكن لم يُجدي الامر نفعاً
..كلما مسحتها بالممحاه كانت الخطايا ترجع ثانيةً للظهور وحاولت تاره اخرى بتمزيق الملفات

ولكنها كانت تتجمع ثانيةً وتظهر كأنى فى احدى الافلام الخياليه ا والكرتون ووسط هذا الجنون
.....سمعت خطوات تدنو على مقربةً من باب غرفه الملفات ولم اجد نفسي الا وانا احاول هباءاً ان اخفيها ممسكاً بعدد كبير من الملفات مرتبكاً وغير قادر على حملها مملوء خوف وخجل من ان يراها احد ..واذا انسان يدخل من باب الغرفه في ملابس بيضاء ويقف امامي وجهه مملوء بالسلام يبعث على الطمأنينه ووجدته ينحني ويُمسك بإحدى الملفات الواقعه وحاولت ان انهيه عن فعل ذلك وبالرغم من هذا بدأ فى فتحه وانا اصرخ قائلا:"لا..لا.لا..لا...لاتفعل هذا..لا تفعل هذا.." خائفاً لا بل مرعوباً من رده فِعله عندما يري مابداخل الملفات وما اقترفته من اخطاء فلا يوجد انسان يرحم اخيه الانسان فى هذه الغابه...

وفجأه بعد صمت رهيب ورد على مسامعي ذاك الصوت المُهيب مثل الاجراس بقول مملوء احساس
:"كنت تظن انى لااعرفك وانى قد انشغلت بإداره اعمالى فى الفضاء الوسع ونسيتك..لقد قال لك صديقك انك محخطىء وانا ايضا اقول انا عارف اعمالك اذكر من اين سقط وتب"..محبه ممزوجه بدعوه بحكمه ويا ابوه..شعرت باشياء لااقدر على وصفها بكلمات فى حاله صمت تام وكأنى كمن علت فوق راسه الطيور واخذت اردد بانقطاع فى الانفاس وضربات قلب تسارع بعضها البعض مع عيون جاحظه لرؤيه الرب:"الله...!!.الرب يسوع....!!..انا.." "قد توفيت" هذا ما قد خطر على بالي في تلك اللحظه ..هذه النهايه وسوف احصد مافعلته من اخطاء ماذا سأفعل ..الى اين سأذهب..

واذا بالسيد المسيح يمُسك الملف ويقلب الصفحات ويُقطْر عليها من دمه فترجع الصفحه بيضاء كالثلج
..صرخت قائلا :"كيف تفعل هذا..؟؟!!" احابن قائلاً:"انظر الى كفي إسُمك قد نُقش عليه وليس بحبر او قطعه طباشير إنما بدمي يا ابني...." .

كانت لوقع الكلمات على مسامعي تاثير غير عادى فلم اجد نفسي الا راكعا تحت قدميه وممسكاً برجليه واقول والدموع تنهمر من عيوني مثل مطر السماء وندّاه
:"سامحني ياربي" .

شعرت حينها بالامان والسلام الذى لاطالما بحث عنه ولكن فى اماكن خطأ وسط آبار لاتضبط ماء
.

والآن قد صُلِحَ هذا الكسر في الاناء الفخارى صالحاً الآن لاعلان اسمه فى اللحظه التى قطر من دمه على ملفات حياتي الت صارت بيضاء قائلا لي
:"قد محوت كغيم ذنوبك لا اعود اذكرها..". (5)

صحوت من الحلم فى حاله ميلاد جديد وبدأت على الفور فى اصلاح ما افسدته بعنادي، ذهبت لامي اُقدم اعتذراتي واطلب رضائُها اسفاً على كل ماأ قترفته وعلى كل الم سببته لعائلتي و اسلوبي السىء فى الحياه
...

وعلى الفور اتصلت بصديقي لابشره بهذا التجديد وهو غير مصدق لدرجه ان سأل
:" هل لن تعيد تلك الجمله على مسامعي مره اخرى "عيشني انهارده وموتني بكره" .

فأجبته قائلا
:" لا....لا لن اقول هذا ..بل اقول..يسوع هو امس واليوم والغد"
　
　
* تمت *

من تأليفى............

من تأليفى............

شعر من تأليفى ....

لوحاتى فى الطبيعه

شعر من تأليفى لقداسه البابا شنوده

 

شعر من تأليفى

لوحاتى للبابا شنوده

اعمالى فى فن الكولاج (ثنائيه الابعاد)

من اعمالى فى الفن القبطى

من اعمالى مروحه من الشوك البلاستيك

معرض 2008

فكره من الزجاج البلاستك من اعمالى

بورتريهات لوجه السيد المسيح